
ملف شامل حول قضية الصحراء الغربية
1. الخلفية التاريخية وتعريف النزاع
الصحراء الغربية هي إقليم يقع في شمال غرب إفريقيا، يحده المحيط من الغرب، والمغرب من الشمال، والجزائر وموريتانيا من الشرق والجنوب. وهو مدرج على قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي منذ عام 1963.
نشأ النزاع بعد انسحاب القوة الاستعمارية الإسبانية عام 1975، حيث تلا ذلك:
المسيرة الخضراء: إعلان المغرب عن حقوقه التاريخية على الإقليم وبدء المسيرة الخضراء لدخول الجزء الشمالي.
إعلان البوليساريو: إعلان جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب)، التي تدعم استقلال الإقليم، عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" (SADR).
الحرب: اندلاع صراع مسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو، توقف عام 1991 باتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
2. مواقف الأطراف الرئيسية
يتمحور النزاع حول خيارين رئيسيين لتسوية الوضع السياسي النهائي:
أ. موقف المملكة المغربية (خيار الحكم الذاتي)
الرؤية: يعتبر المغرب الإقليم جزءاً لا يتجزأ من أراضيه (الأقاليم الجنوبية).
المقترح: قدم المغرب في عام 2007 مبادرة الحكم الذاتي، التي تقترح منح سكان الإقليم حكماً ذاتياً موسعاً في ظل السيادة المغربية، على أن يتولوا إدارة شؤونهم المحلية والإقليمية.
الدعم الدولي: تعتبر المغرب أن هذا المقترح هو "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل النزاع، وقد اكتسبت هذه المبادرة اعترافاً ودعماً متزايداً من دول كبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا، وغيرها من الدول الأفريقية والأوروبية.
ب. موقف جبهة البوليساريو (خيار تقرير المصير)
الرؤية: تطالب جبهة البوليساريو بالاستقلال التام لإقامة دولة الصحراء الغربية (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية).
المطالبة: تصر الجبهة على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر إجراء استفتاء، وهو ما كان مقرراً ضمن اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991 لكنه لم يتم تنفيذه.
السيطرة الفعلية: تسيطر البوليساريو على نحو ثلث مساحة الإقليم شرق الجدار الرملي (يُعرف بـ "المنطقة الحرة").
الدعم الدولي: تحظى الجمهورية الصحراوية باعتراف الاتحاد الأفريقي (وهو ما دفع المغرب للانسحاب من الاتحاد في الفترة بين 1984-2017) وباعتراف حوالي 40 دولة أخرى حول العالم.
3. الوضع الدولي وموقف الأمم المتحدة
الوضع القانوني: لا تعترف الأمم المتحدة بسيادة المغرب على الإقليم، وتعتبره إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي، وتظل إسبانيا هي الدولة الإدارية بحكم القانون الدولي.
بعثة المينورسو (MINUشامل حول قضية الصحراءRSO): تتواجد بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية منذ عام 1991 لمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم الاستفتاء، لكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها الأخير.
جهود المبعوث الشخصي: يقود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الجهود الحالية لإحياء العملية السياسية والدفع نحو حل "سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين".
قرارات مجلس الأمن: يواصل مجلس الأمن تجديد ولاية بعثة المينورسو سنوياً، ويشدد في قراراته (مثل القرار الأخير رقم 2797 لسنة 2025) على أهمية العمل على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي كمسار نحو الحل السياسي.
4. التطورات الأخيرة (منذ 2020)
انهيار وقف إطلاق النار: في نوفمبر 2020، أعلنت جبهة البوليساريو نهاية وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة عقود، وذلك في أعقاب عملية عسكرية مغربية لتأمين معبر الكركرات الحدودي.
تصاعد التوتر: منذ عام 2020، عادت المنطقة إلى حالة من التوتر والعداء منخفض الشدة، مع تبادل لإطلاق النار بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو.
أزمة اللاجئين: لا يزال عشرات الآلاف من الصحراويين يعيشون في مخيمات للاجئين في تندوف بالجزائر، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية، وتعتبر أزمتهم من أطول أزمات اللجوء في العالم.
ملخص: يظل ملف الصحراء الغربية نزاعاً معلقاً، يتميز بالجهود الدبلوماسية المتزايدة من جانب المغرب لتعزيز مقترح الحكم الذاتي، مقابل إصرار جبهة البوليساريو على خيار الاستفتاء والاستقلال، بينما تسعى الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية تحظى بقبول الطرفين.
